الفكرة التي غيرتني

الفكرة التي غيرتني


✨ الفكرة التي غيّرتني: هل كنت تقرأ لتعرف شيئًا… فوجدت أنك تكتشف نفسك؟

في لحظة صامتة، وبينما كنت أتصفح أحد الكتب كعادتي، اصطدمتُ بسطر بدا عاديًا على السطح، لكنه أيقظ شيئًا غامضًا بداخلي.
لحظة شعرت فيها أن الكتاب لا يُخبرني عن العالم... بل عني.
هكذا بدأت رحلتي في اكتشاف حقيقة لم أكن أبحث عنها، لكنها كانت تبحث عني.


🪞 القراءة كمرآة لا كخريطة

اعتدنا أن نقرأ لنفهم الواقع، لنزيد معارفنا، لنكون "مثقفين" كما يُقال. لكن ثمة قراءة مختلفة تمامًا: قراءة تُعرّينا من الداخل.
لا تمنحنا "أفكارًا جديدة"، بل تضعنا وجهًا لوجه مع أفكارنا القديمة، المخبّأة، غير المفحوصة.
إنها القراءة التي تجعلك تسأل:

هل هذه الفكرة التي أعجبتني تعبّر عني؟ أم تهرب مني؟
هل أنا فعلاً من كنت أظنه؟ أم مجرد صوت تكراري لما قرأته سابقًا؟


🧠 عندما تتحوّل الفكرة إلى وعي

في كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير، قرأت فكرة بسيطة:

"الهويّة تُبنى من الأفعال، لا من الأمنيات."

كنت أعتقد أنني شخص منضبط، منظّم، طموح. لكن الحقيقة أني كنت أتحدث كثيرًا عن هذه الصفات… ولا أمارسها بصدق.

هذه الفكرة لم تُعلمني شيئًا جديدًا. بل كشفت لي وهمًا كنت أعيشه.
ومن هنا تغير كل شيء: بدأت أقيّم نفسي من خلال "ماذا أفعل"، لا "ماذا أنوي".


✍️ قارئ يكتشف ذاته… لا فقط كاتبًا

في مرات كثيرة، كنت أعتقد أن الكاتب هو المعلم، وأنا المتلقي.
لكن مع الوقت، اكتشفت أن القراءة ليست صفًّا دراسيًا، بل حوار داخلي.
كلما قرأت فقرة عميقة، لم أسأل فقط: ماذا يقصد الكاتب؟
بل: لماذا أثّرت فيّ؟ لماذا شعرت أنها تخصني؟ ما الذي لم أُواجهه بعد؟

أصبحت القراءة مرآة تعكس ذاتي لا أفكار الكاتب فقط.


🧭 لا تقرأ لتعرف… بل لتتغيّر

القراءة لا تنفع ما لم تُحرّك شيئًا فينا.
الكتاب الحقيقي هو الذي لا نغلقه وننساه، بل يبقى فينا مثل فكرة عالقة، أو سؤال مفتوح، أو جرح خفيف يذكّرنا بأننا لسنا كما كنا نظن.

لذلك، بدأت أقرأ لا لأعرف شيئًا جديدًا فقط… بل لأتأكد من أنني ما زلت "أكتشف نفسي" في هذه الرحلة الطويلة.


✨ ختامًا

أحيانًا لا نحتاج إلى كتاب كبير لنحدث تحولًا… نحتاج إلى فكرة واحدة صادقة، في توقيت صادق، مع قلب مستعد.
هذه الفكرة، قد لا تُغير حياتك من الخارج… لكنها تُغيرك من الداخل.




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال