✨ الفكرة التي غيرتني: مقالة ذاتية تحليلية من داخل تجربة قراءة
"كأنني كنت نائمًا، حتى أيقظني سطر واحد" 😌📖
كل من يقرأ بعمق، يعرف هذا الشعور: لحظة تصطدم فيها فكرة بجدار وعيك، فتُحدث شرخًا ناعمًا، يكفي ليتسلل منه النور. ✨
لم أكن أبحث عن تغيير جذري. كنت أقرأ، كعادتي، بحثًا عن شيءٍ يحرّك الساكن في داخلي، أو يرمم ما لم أكن أعرف أنه مكسور. وجدتني يومًا بين صفحات كتاب "قوة الآن" لإيكهارت تول، وفي خضم تأملاته حول الوعي، وقفت عند جملة بسيطة لكنها زلزلت شيئًا في أعماقي:
"أنت لست أفكارك." 🧠
بدا لي هذا السطر في البداية كعبارة تأملية معتادة، لكن شيئًا فيه رفض أن يُهمل. عدتُ إليه مرة، ثم مرارًا، ثم بدأت أتحسس ملامح حياتي من خلاله. كنت دائمًا أعيش داخل رأسي: أُحلّل، أُخطّط، أندم، ألوم، أُقارن، وأقلق. لكن ماذا لو كانت كل هذه الأصوات ليست أنا؟ ماذا لو كنت أستطيع أن أراها من الخارج؟ أن أراقبها فحسب؟ 👁️🗨️
🧩 تفكيك الذات... وإعادة بنائها
قادتني هذه الفكرة إلى نقطة مراجعة شاملة. هل أنا فعلاً ذاك الصوت في رأسي الذي لا يصمت؟ هل مشاعري جزء مني، أم أنها تمرّ بي فقط؟ وهل يمكن أن أعيش لحظة "الآن" بكل كيانها، دون أن تجرّني الذاكرة أو يسرقني المستقبل؟ ⏳
كانت هذه الفكرة - أنني أستطيع أن أنفصل عن أفكاري - مفتاحًا لبوابة جديدة. ليست "إيجابية سامة" ولا عزلة شعورية، بل مساحة للسلام وسط الضجيج. وكأنني اكتشفت أن هناك مكانًا في داخلي يستطيع أن يصغي دون أن يتورّط. 🕊️🧘
🌿 من الفكرة إلى الممارسة
بدأت أُطبّق هذه الرؤية في مواقف الحياة اليومية. عندما تأتيني فكرة سلبية، بدلًا من أن أغرق فيها، أقف قليلًا وأسأل:
"هل هذه الفكرة حقيقية؟ وهل هي أنا؟" 🤔
عندها، تتبدد كثير من الغيوم. تصبح الأفكار مثل سُحب في السماء، أراها تمرّ، لكنني لست مُجبَرًا أن أتماهى معها. ☁️
لم أتحوّل إلى حكيم متأمل، ولا توقفت عن الانفعال أو التفكير، لكن شيئًا بداخلي تغيّر. تغيّر الوعي بذاتي، وهو ما غيّر كل شيء. 🔄
📚 القراءة كأداة للتحوّل
في النهاية، لم تكن الفكرة مجرد جملة قرأتها، بل كانت مرآة. وهذا جوهر القراءة العميقة: لا تزوّدنا بمعلومات فقط، بل تكشف لنا عن أنفسنا، وتُرينا ما كنا نجهله فينا. 🪞
قد نقرأ ألف كتاب ولا نتغير، ثم نقرأ فكرة واحدة فتقلب موازين وعينا. 📖⚡
والسؤال الآن:
أي الأفكار غيّرتك أنت؟ 💭 وهل كنت تقرأ لتعرف شيئًا… فوجدت أنك تكتشف نفسك؟ 🔍
مع التحية،
عبدالمحسن بن علي ✍️