📖 متلازمة البدايات في القراءة… ولماذا تترك كتابك بعد الصفحات الأولى؟
🖋 قصة قصيرة
جلس أحمد على مكتبه مساء الجمعة، يحتسي قهوته وينظر إلى كتابه المهمل منذ شهرين.
كان قد توقف عند الصفحة 23 من أصل 200.
قلب الصفحات ببطء، وشعر بالارتباك…
"أكمل من هنا؟ لكني نسيت ما قرأته… أبدأ من جديد؟ لا، سأشعر بالملل…"
ظل يتنقل بين الصفحات كمن يبحث عن مدخل ضائع، حتى أغلق الكتاب وأعاده إلى الرف، قائلاً في نفسه: "غدًا أكمل"… لكن الغد لم يأتِ أبدًا.
🔍 ما هي متلازمة البدايات؟
هي حالة يمر بها كثير من القراء، يبدأ فيها الشخص الكتاب بحماس ويقرأ 10–20% منه، ثم يتوقف لسبب ما (انشغال، فتور الحماس، أو شعور بالملل).
وعند العودة بعد فترة، يقف أمام معضلة:
-
هل أبدأ من حيث توقفت؟ لكني نسيت التفاصيل.
-
أم أعيد من البداية؟ لكني لا أريد الملل من التكرار.
فيتشتت الذهن… وينتهي الأمر بترك الكتاب نهائيًا.
🧠 الأسباب النفسية
-
انقطاع السياق الذهني
العقل يحب الترابط بين الأحداث والأفكار، وإذا طال الانقطاع يشعر وكأن الكتاب أصبح "قصة جديدة" تحتاج بدءًا من الصفر. -
المثالية المفرطة
بعض القراء يظنون أنه يجب فهم كل كلمة وعدم تفويت أي تفصيلة، فيرفضون إكمال القراءة إذا نسوا أجزاء من البداية. -
تسويف القراءة
إحساس "سأبدأ من جديد في وقت أفضل" يتحول مع الأيام إلى عدم إكمال. -
توزيع الانتباه
القراءة وسط انشغال ذهني أو وجود بدائل جذابة (الهاتف، المنصات الاجتماعية) يزيد من فرص التوقف وعدم العودة.
💡 حلول عملية
-
تقنية الإعادة الجزئية
قبل أن تكمل، أعد قراءة آخر 3–5 صفحات فقط لاسترجاع الجو العام، بدل إعادة الكتاب كاملًا. -
الملاحظات السريعة
دوّن جملة أو جملتين عن كل فصل أثناء القراءة، وعند العودة اقرأ ملاحظاتك بدل إعادة الفصول كاملة. -
تجزئة الهدف
حدد في كل جلسة عدد صفحات صغير وثابت (مثل 15 صفحة) لتبني عادة الاستمرارية. -
تجاوز عقدة الفهم الكامل
لا تشترط فهم كل التفاصيل، بل ركّز على الفكرة الكبرى، ويمكن العودة للتفاصيل لاحقًا. -
ربط القراءة بوقت محدد
اجعل القراءة عادة يومية في نفس الوقت، حتى لو لخمس دقائق، للحفاظ على الاستمرارية.
✨ الخلاصة
"متلازمة البدايات" ليست ضعفًا في القدرات، بل هي نتاج تردد ذهني ومثالية مفرطة. التغلب عليها يبدأ بقبول أن العودة من حيث توقفت أفضل من التوقف نهائيًا، وأن الكتب تُقرأ للاستفادة، لا لاجتياز امتحان حفظ.